
عندما تُذكر الحروب، يتبادر إلى الذهن عدد الضحايا، انهيار المباني، والركام المنتشر في الشوارع لكن هناك خسارة أخرى، صامتة غالبًا، لكنها قاتلة على المدى الطويل.. وهي البيئة.
غزة واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يتجاوز الدمار حدود البشر والحجارة ليطال الهواء والماء، والأرض، والحياة البرية. ومن خلال الصور الصحفية الميدانية وصور الأقمار الصناعية، أصبح بالإمكان تتبّع هذا الدمار البيئي الهائل.

على مدى العقود الماضية، شهدت صحافة الصور تحولاً جذرياً، منتقلةً من عصر الصور الثابتة المنشورة في وسائل الإعلام المطبوعة إلى منظومة رقمية ديناميكية وتفاعلية تدمج التصوير الفوتوغرافي مع المعلومات والتكنولوجيا. لم يُغيّر هذا التحول طريقة سرد القصص فحسب، بل أحدث أيضاً ثورةً في طريقة تفاعل الجمهور مع السرديات البصرية، محولاً إياهم من مشاهدين سلبيين إلى مشاركين فاعلين في بناء المعنى وفهم السياق